[]
وَمَنْ لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
تَبَخَّرَ في جَوِّها، واندَثَرْ
فويلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْهُ الحياةُ
من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
وحدَّثَنِي رُوحُهَا المُستَتِرْ
وَدَمْدَمَتِ الرِّيحُ بين الفِجاجِ
وفوقَ الجبالِ وَتَحْتَ الشَّجرْ:
«إذا ما طَمحْتُ إلى غَايةٍ
رَكبِتُ المنى، وَنَسِيتُ الحَذرْ»
«ولم أتجنَّبْ وُعُورَ الشِّعابِ
ولا كُبَّةَ اللّهَبِ المُستَعِرْ»
«وَمَنْ لا يحبُّ صُعُودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهْرِ بينَ الحُفَرْ»
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ..
وأطرقتُ، أُصغي لقصفِ الرُّعودِ
وعزفِ الرّياحِ، وَوَقْعِ المَطَرْ
وَقَالتْ ليَ الأرضُ ـ لما سألتُ:
أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ؟»:
«أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
ومَنْ يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ»
«وألْعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ،
ويقنعُ بالعيْشِ عيشِ الحجرْ»
«هو الكونُ حيٌّ، يحبُّ الحياةَ
ويحتقرُ الميْتَ، مَهْمَا كَبُرْ»
«فلا الأفْقُ يحضُنُ ميْتَ الطُّيورِ،
ولا النَّحْلُ يلثِم ميْتَ الزَّهَرْ»
«ولولا أمُومةُ قلبي الرّؤومُ لَمَا
ضمَّتِ الميْتَ تلكَ الحُفرْ»
«فويلٌ لِمَنْ لم تَشُقْهُ الحَياةُ،
منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ!»[/color][/color][/center][/color][/color]